أسرار

الإحتفال بالأوقات الجميلة: هل ينقذ الزواج؟

العديد من فرق “الروك” الموسيقيّة تضمّن اغانيها هذه اللازمة: ” احتفل بالأوقات الجميلة، هيّا استعيد لحظات الفرح!” يبدو من خلال الدراسات ان هذه النصيحة الثمينة قد تنقذ الكثير من الزيجات!
في الواقع، بيّنت دراسة حديثة نشرت على موقع ” خريطة الدماغ البشري”، ان احتفال احد الزوجين بنجاحات شريكه، و دعمه العاطفي المطلق له، قد يكون له انعكاسات بالغة الأهميّة على درجة الإشباع العاطفي و الجنسّي في العلاقة الزوجيّة! فقد وجد الباحثون ان حالات الإكتفاء العاطفي لدى الزوجات المسنّات مردّها وعي ازواجهنّ لمشاعرهنّ، و خاصةً احتفال هؤلاء الأزواج بلحظات الفرح في حياة زوجاتهم و التعاطف مع احاسيس الفرح التي يعشنها!
طبعاً يجب على الزوجين ان يدعم احدهما الآخر في اوقات الشدّة و الأزمات التي يمرّ بها الشريك، لكن الملفت في هذه الدراسة النتائج الإشكاليّة التي اسفرت عنها:
matchmallows-chocolate
١- أظهرت الدراسة ان الدعم العاطفي الذي يقدّمه احد الزوجين للشريك المحبط قد يكون له احياناً انعكاسات سلبيّة او آثار جانبيّة، اخطرها دفع الشريك الى الشعور انّه مديون لشريكه بالتعاطف معه، و إحساسه العميق بالذنب بسبب انفعالاته السلبيّة، إضافةً الى شعوره بالدونيّة تجاه شريكه، بسبب حاجته الماسّة الى تعزيّته، و قد يفكّر الطرف المحبط أحياناً ان شريكه يتظاهر بالدعم، بينما قد يكون ضاق ذرعاً بمصائب الزوجة( او الزوج) و يحاول ان يبني لنفسه صورة الشريك المحّب لتجنّب المزيد من التورّط بهذه المشاكل!
٢- من ناحية أخرى، وجدت الدراسة ان ردّة فعل الزوج( او الزوجة) الإيجابيّة و المشجّعة لنجاحات الشريك الآخر من شأنها تدعيم و إبراز مزايا و حسنات هذه النجاحات، اضافةً الى زيادة الشعور بالحميميّة بين الطرفين!
و يعزو الباحثون هذه النتائج المتناقضة الى ثلاثة اسباب:
اولّاً: ان العلاقة الزوجيّة بحاجة ان تتغذّى بشكلٍ مستمّر بالذكريات الجميلة و المشرقة، لمحاربة الفتور و الروتين اللذان يتسللّان الى الحياة الزوجيّة و يطفئان شعلة الشغف!
ثانياً: ان مشاعر الفرح تنتقل بالعدوى من الزوج الى زوجته( و العكس صحيح!) في حين ان مشاعر اليأس و الإحباط تحبط الشريك بالدرجة نفسها، و لا ينخدع أحد بإبتسامة التعاطف الصفراء التي يرسمها الزوج( او الزوجة) على محياه كإشارة للدعم العاطفي و المعنوي، لأن الشريك الآخر سيفهم سريعاً ان كآبته تنعكس على العلاقة الحميمة، و سيكتشف ان إحباط الشريك يقتل الحبّ، و لا يمكن للدعم المعنوي ان يعيد لحظات السعادة المفقودة، حتى ان بدا مصدر تعزيّة!
ثالثاً: ان الإحتفال بفرح الشريك هو دليل حبّ و يوطّد أواصر الزواج، كما انّه يعيد الى الذاكرة اللحظات الممتعة، في حين ان استذكار الأزمات و الأحداث التعيسة سيقضي على مشاعر الشغف، لأن الدماغ لا يمكنه الدمج بين إحساسين متناقضين: الحبّ الذي يصنع الفرح، و الشدّة التي تفصل بين عالمين، و تجعل احد الزوجين في وادٍ مظلم و الآخر في عالمٍ ثانٍ يبحث عن فرحٍ قد لا يجده الاّخارج إطار الزواج!
اذاً تذكّر انّك معني اولاً و اخيراً باللحظات المثيرة التي يختبرها شريكك! قد تشكّل ردّة فعلك المشجّعة اندفاعةً قويّة للعلاقة الحميمة!

الفئات الحياة الجنسية والعاطفية

التعليقات