أسرار

كيفية إكتشاف العدوانية والسلبية في العلاقة العاطفيـة

قد تبدو العدوانيّة متعارضة مع السلبيّة لكن علماء النفس يحـدّدون الشخص صاحب الطبع العدواني- السلبي بأنّه يتظاهر بالسلوك الهادئ المتكيّـف، لكنـه في الحقيقة يتصرّف بسلبّيـة و يقاوم الرأي السائد! و هذا النمط المتناقض من الطباع قد يسود في العلاقة العاطفيّة، او العائلّيـة، او حتـى في العمل!
امّا نتائج هذا النمط العلائقي فقد تبدأ بإختلاق الأعذار للتهرّب من اعباء العمل، و تنتهي بتخريب نجاحات الآخرين و عرقلة اعمالهم!
و اصحاب الطبع العدواني السلبي يتمّيـزون بثلاثة خصائص:
– لا يمكن التفاهم معهم الاّ بصعوبة بالغة!
– لا يعبّرون الاّ نادراً عن عدوانيّتهم!
– يكررّون مع الوقت اعمالهم التخريبيّة!
ما هي ابرز الإشارات التي تكشف اصحاب هذا الطبع العدواني- السلبي؟
mm
١- العدوانيّة الكلاميّة المقنـّعة:
هذه العدوانيّة تعبّـر عن نفسها بالنقد المجّاني و الإفتراء، و مخاطبة الآخرين بإزدراء او تحقير، كما يلجأ صاحبها الى  مهاجمة مشاعر و اختبارات الآخرين! اما اهداف هذه العدوانيّة  فتمتّد من الشعور بالسيطرة و التفوّق الى اسقاط مشاعر التعاسة و الفشل على الآخرين!
٢- السخريّة اللاذعة المقنّعة:
 من اوجه هذه السخريّـة التهكّم، الدعابة الثقيلة، التعرّض المؤذي لمشاعر الآخرين و ماضيهم و ثقافتهم!
امّا النوايا المقنّعة فأبرزها التعبير عن الغضب المكبوت، استخدام الدعابة الثقيلة كسلاح لتهميش و تحقير الآخرين، او للمسّ بكرامتهم و مصداقيّتهم!
٣- التلاعب النفسي المقنّع بمشاعر الآخرين:
من اشارات هذا التلاعب: الكذب المنهجي، اختلاق الأعذار، الأزدواجيّة، الغدر، المفاجآت الصادمة، لوم الضحيّة على الضرر اللاحق بها، تشويه الحقائق، حجب معلومات هامّـة عن الآخرين، المبالغة او التبسيط في تناول الأمور المصيريّة!
امّا اهداف هذا السلوك الباطني: الخداع، التهرّب من المسؤوليّة، تشويه الحقيقة و التضليل للإقناع او السيطرة!
٤-  اثارة الشعور بالذنب لدى الشريك:
يلجأ الشحص العدواني السلبي الى توجيه اللوم المبالغ به و اللامنطقي للشريك بهدف اثارة مشاعر الذنب، و تحميله المسؤوليّة عن الشعور بالفشل و الخيبة! لذلك يستهدف نقاط الضعف لدى الشريك للحصول على مطالب و نزوات غير منطقيـة!
٥- اسلوب المقاومة و التخريب:
يلجأ صاحب هذا الطبع الى فسخ الإتفاقات بشكل اعتباطي، كما يعمد الى تعقيد المهام و تخريب الخطط و المشاريع ، وصولاًَ الى الحاق الضرر المادي و المعنوي بالشركاء! كما يعمد الى اشاعة المعلومات الكاذبة و تخريب انماط التواصل و التوافق بين الأفرقاء!
هذا السلوك هو تعبير معلن عن الغضب المكبوت و الإمتعاض من مجموعة او مؤسسة معيـنة! و قد يكون مؤشّراً على مشاعر الحسد الإجتماعيّة او المهنيّة، وصولاَ الى افكار الإنتقام او معاقبة الشريك على ذنوب ماضيّة!
٦- العقاب الذاتي:
قد يصل الإنحراف المرضي عند الشخص العدواني- السلبي الى حدود معاقبة الذات، مثل الفشل المقصود، الإدمان، او الحاق الأذى المتعمـد بالنفس! هذا السلوك المنحرف يهدف الى أذيّة الشريك من خلال الأذى الشخصي، او السعي الى التسبّب بالألم و المعاناة لهذا الشريك، من خلال استدرار الشفقة و مشاعر العطف و الإهتمام لديه! انها ببساطة صرخة استغاثة يطلقها الشخص العدواني ليلفت نظر الشريك على مسائل قديمة لا تزال تؤلمه!
٧- لعب دور الضحيّة:
قد تكون ذروة الحالة المرضّيـة لدى هذه الشخصيّة ادّعاء الأزمات الصحيّة او الأمراض الوهمّيـة! هذا السلوك ناجم عن حالة الإعتماد المرضي على الشريك، و يهدف الى استدرار التعاطف و الشفقة الى أقصى الحدود! و قد يصل الى حدّ التظاهر بالمرض الشديد او الى لعب دور الشهيد المعرّض للإضطهاد!
قد تكون الشخصيـة العدوانيـّة مصدراَ للقلق في العلاقة، لكن الشخصيّة العدوانيّة- السلبيّة هي بالتأكيد اشدّ خطراَ لأنّها تختبئ وراء قناع خادع من الهدوء و المهادنة!

الفئات الحياة الجنسية والعاطفية

التعليقات