أسرار

لم نحلم بالكوابيس؟

من النادر ان تجد شخصاً لم يختبر الكوابيس في فترات مختلفة من حياته! ما دام هناك ضغوطات نفسيّة و اجتماعية يخضع لها الفكر، يبدو ان الكوابيس ترافق الإنسان من طفولته حتى آخر ايـّام حياته، دون تمييز بين شخص سعيد و مستقرّ، وآخر يعيش في البؤس و الشقاء!
اوّلاً كيف نعرّف الكابوس؟
الكابوس هو طبعاً حلم مرعب يحدث خلال الهجيع الأخير من النوم، ويتمّيز بحركات عين سريعة يشار اليها باسم (REM)، و  يصاحبه شعور قوي لا يمكن الفرار منه بالخوف قد يصل إلى حدود الذعر!
وتحدث هذه الظاهرة غالباً فى آخر النوم وغالباً ما تدفع النائم إلى الإستيقاظ المفاجئ، و عادةً لا يكون قادراً على استرجاع الأحداث المرعبة التى دارت فى حلمه!
والكوابيس منتشرة بين الأطفال أكثر ويقلّ حدوثها كلما يكبر الطفل ويقرب من مرحلة البلوغ. ويحلم حوالى ٥٠% من الكبار بالكوابيس أحياناً ، وتكون السّيدات أكثر من الرجال حلماً بالكوابيس لكنه اجمالاً لا يتطلّب أي علاج، قد يكون تناول الطعام مباشرة قبل الخلود للنوم من أحد الأسباب للحلم بالكوابيس والتفسير وراء ذلك أن تناول الطعام يزيد من عملية التمثيل الغذائي التى تحدث بجسم الإنسان ومن نشاط الدماغ! وقد يحلم ما يقرب من ٥% من الكبار بنفس الكوابيس بشكل متكرّر ومن هنا ينبغي طلب المساعدة من اخصّائي في علم النفس التحليلي!
امّا أسباب الكوابيس فمتعدّدة، بعضها شائع و قابل للعلاج، و بعضها يحتاج الى الوقت و تغيير جذري في نمط الحياة:
mm
١- القلق أو التعرض لضغوط هما من أكثر الأسباب شيوعاً للحلم بالكوابيس، و المعروف ان الدماغ يلجأ للأحلام المزعجة للتخفيف من حدّة القلق و وطأة الضغط العصبي الذي يعانيه في فترة اليقظة!
٢- صدمة نفسيّة قويّة مثل فقد أحد الأشخاص (الموت المفاجئ)، او صدمة عاطفيّة عنيفة( انفصال او طلاق)، او فشل مهني او دراسي.
٣- آثار جانبية لأحد العقاقير، مثل ادوية الأعصاب، او ادوية القلب، او المنشّطات.
٤- تأثير تناول الكحول أو الإفراط المتزايد فى شرب المشروبات الكحوليّة، ممّا يؤدي الى اضطرابات في تواتر النوم العميق و النوم الإشكالي( حيث تحدث الأحلام!)
٥- اضطرابات التنفس أثناء النوم (Sleep apnea)، او اضطرابات النوم ذات المنشأ النفسي العصابي(Narcolepsy – Sleep terror disorder)
٦- ممارسة طقوس روحانيّة غريبة او تعاطي الشعوذة و الإرواحيّة! و المعروف ان هذه الممارسات تجعل اللاوعي في حالة ترقّب لظهور نشاطات ماورائيّة، ممّا ينوّم العقل مغناطيسيّاً و يجعله محفّزاً للأحلام المخيفة و الكوابيس!
٧- النوم في ظروف غير آمنة جسديّاً او نفسيّاً( تهديد، إضاءة قويّة، ضجيج…)و المعروف طبيّاً ان التواتر الدماغي ” ألفا” الذي يسبق مرحلة النوم العميق “دلتا” له تأثير مباشر على نوعيّة الأحلام التي ينتجها الدماغ، و هذا التواتر خاضع للشعور بالأمان او الخطر الذي يسبق مرحلة النوم العميق!
٨- حمى مرتفعة، قصور في الكبد، او التهابات في الغدة الدرقيّة، و هذه عوامل فيزيولوجيّة تجعل الدماغ في حالة اجهاد عصبي، ممّا يفسح في المجال لهورمونات القلق مثل الكورتيزول ان تحفّز نشوء صور و أحاسيس مثيرة للقلق و الرعب بشكل كوابيس!
٩- مشاهدات عنيفة او انفعالات قويّة قبل الخلود الى النوم( أفلام عنف و قتل او مشاجرات منزليّة حادّة!) الشائع طبيّاً ان الدماغ يسترخي قبيل الشعور بالنعاس، تحت تأثير هورمون ال” الأستيلكولين” الذي يثبط نبضات القلب تمهيداً للدخول في النوم العميق، لكنّ التوترّ المفاجئ في مرحلة النعاس يمنع هذا الناقل العصبي من الوصول الى عضلة القلب، ممّا يجعل الدماغ في حالة استنفار و توتّر يترجمها بالأحلام المزعجة و الكوابيس!

الفئات الحياة الشخصية والعائلية

التعليقات