نظام عقلك الفكري يحدّد بشكل كبير شخصيتك وطباعك وتقريبا كل شئ يحدث لك في حياتك. حينما تغذّي عقلك بكل ما هو ايجابي كالتأكيدات والمعلومات والكتب والمحادثات والافكار الايجابية، فانت تطّور شخصيتك وتصرفاتك نحو الايجابية. وحينها ستصبح اكثر تاثيرا واقناعا وستتمتع باكبر قدر من الثقة بالنفس وتقدير الذات.

حينما تتخذ قرار واضحا بانك ستتحكم في طريقة تفكيرك, سيرسل دماغك إشارات ايجابيّة ستؤثّر في الناس المحيطين بك، وستقضي تماما على المشاعر والافكار السلبية التي تجعلك عالقا في الماضي, و حين تنوي أن تصبح شخصا ايجابياً, تستطيع في الحقيقة ان تتحّول الى شخص اخر، مختلف كليّاَ عن الشخص الحالي!

اللياقة الذهنيّة هي تماما كاللياقة البدنيّة. تستطيع اكتساب الثقة بالنفس والتصرفات الايجابيّة عن طريق التمرين والممارسة!

لكن ما هي الخطوات التي عليك اتّباعها للتحوّل من السلبيّة المدمّرة الى الإيجابيّة البنّاءة؟

1- التأكيدات الايجابيّة :

تحدّث الى نفسك بطريقة ايجابية, تحكّم في الصوت الذي يتحدث اليك بداخلك. استخدم تاكيدات ايجابية بصيغة المضارع, مثل : “انا احبّ نفسي” “بامكاني فعل الامر”، “اشعر بالروعة”، “انا شخص متحمّل للمسؤولية”، انا استحقّ ان اكون ناجحا!ًً..

حوالي 95% من مشاعرك تحددها الطريقة التي تتحدث بها الى نفسك, الحقيقة المحزنة انك اذا لم تتحدث الى نفسك بطريقة ايجابية وبناءة بشكل متعمد, فستقوم بالتفكير بشكل تلقائي في اشياء تجعلك تشعر بالتعاسة او تسبّب لك القلق والتوتر.

عقلك هو تماما مثل الحديقة, ان لم تزرعها بالزهور وتحطها بالعناية, فستنمو بدلا منها الاعشاب الضارّة بدون اي تشجيع منك.

2-التصوّرات الايجابية:

ربما تكون أقوى قدرة لديك هي القدرة على التخيّل ورؤية اهدافك وهي تتحقق مسبقا.

اصنع صورة واضحة ومثيرة للاهتمام لاهدافك ولحياتك المثالية, وكرّر هذه الصورة في عقلك بشكل مستمر. كل التطورات الايجابية التي تحدث في حياتك تبدأ اولا بتحسين الصورة الموجودة بداخل عقلك. فكما ترى نفسك داخليا ستكون خارجيا.

3- كن محاطاً باشخاص ايجابيّين:

اختيارك للاشخاص الذين تحيا او تعمل او تتواصل معهم له التأثير الاكبر على مشاعرك ونجاحك اكثر من اي عامل اخر. قرّر من اليوم ان تحيط نفسك بالاشخاص الايجابيين والناجحين, كن مع اشخاص سعداء ومتفائلين وينوون تحقيق شيئ ما بحياتهم.

تجنّب الاشخاص السلبيّين في جميع الحالات, فالاشخاص السلبيّين هم المصدر الرئيسي للتعاسة في الحياة. أوجد حلا لهذا الامر من الان فصاعدا, فلن تعاني بعدها من وجود اشخاص سلبيّين يثيرون الضغوط في حياتك.

4- احصل على غذاء عقلي ايجابي:

تماما مثلما يصبح جسدك صحيّاً بالدرجة التي تمنحه فيها الغذاء الصحي, كذلك عقلك يكون صحيّا بالدرجة التي تغذيه “بالبروتيين العقلي” بدلا من تغذيته “بالحلوى العقلية (التفاهات)”.

اقرأ الكتب والمجلات والمقالات التعليمية والملهمة او المحفزة. غذّي عقلك بالمعلومات و الافكار التي ترفع من معنوياتك وتجعلك تشعر بالسعادة والتفاؤل وتمنحك ثقة اكبر في نفسك.

استمع الى الاسطوانات التحفيزية والبرامج المسموعة البنّاءة في سيارتك عن طريق جهاز “الإم بي ثري” او “الأي بود” الخاص بك. غذّي عقلك باستمرار بالرسائل الايجابية التي تساعدك على التفكير والاداء بشكل افضل وتجعلك قادرا على المنافسة في مجالك.

شاهد الأفلام الايجابية والتعليمية, برامج التلفزيون التثقيفيّة, الكورسات التي بامكانك مشاهدتها عن طريق الانترنت, وكل الاشياء التي من شأنها زيادة معرفتك ورفع معنوياتك وتشعرك بالتفاؤل والرضى عن حياتك.

5- اعتمد ممارسات وتطوّرات ايجابية:

يبدأ معظم الناجحون عن طريق امكانات محدودة, احيانا ينطلقون بلا أموال على الاطلاق! تقريبا كل الثروات بدأت عن طريق بيع خدمات شخصية من نوعٍ ما. كلّ الاشخاص اللذين يتربعون على القمة الآن كانوا في القاع يوما ما, وكانوا يسقطون ايضا الى القاع احياناً كثيرة.

معجزة التعلّم مدى الحياة والتطوير الشخصي هي انها تاخذك من الفقر الى الغنى, ومن البؤس الى الترف, ومن الفشل الى النجاح والاستقلال المالي, كما يقول جيم رون: “التعليم الحكومي سوف يساعدك على العيش, التعليم الذاتي سوف يساعدك على تكوين الثروة”.

عندما تكرّس نفسك للتعلم والنمو وتتحسن افكارك نحو الافضل وتصبح اكثر تأثيرا, سوف تتمكن من السيطرة الكاملة على مجريات حياتك, وستجد خطواتك تتسارع الى الامام وبسرعة لا تتوقعها!

6- اكتسب عادات صحّية ايجابيّة:

اعتني بصحتك البدنية وعافيتك باكبر شكل ممكن. قرر اليوم انك ستبلغ الثمانين او التسعين او حتى المائة وانت مازلت تمارس الرياضة!

تناول الطعام الصحّي الطبيعي والمغذّي,تناول كل شيئ بشكل متزّن, نظام غذائي يعتمد على الاطعمة الطبيعية سيكون له تأثير ايجابي فوري على افكارك ومشاعرك.

قرر أن تمارس الرياضة بانتظام, على الاقل 3 ساعات من الحركة في الاسبوع سواء كان ذلك في المشي او الجري او السباحة او ركوب الدراجات او التمرين بالادوات الرياضية في صالة الجيم. عندما تمارس الرياضة بشكل منتظم, فستشعر انك صرت اكثر سعادة وصحة وسيقلّ التوتر والضغط لديك بشكل اكبر كثيرا من شخص يجلس على الاريكة ويشاهد التلفاز طوال الليل.

احصل على قسط كافي من الراحة والاسترخاء. فانت تحتاج الى اعادة شحن البطاريات الخاصة بك بشكل منتظم, خاصة عندما تكون مقبلاً على فترات من الضغط والتحديات. يقول فنس لومباردي “الارهاق يجعلنا جميعاً جبناء”.

بعض العوامل التي تهيئّ لنا المشاعر السلبية في جميع الاحوال هي العادات الصحيّة العقيمة, الحرمان من النوم, قلة التمارين, والعمل بلا توقف. ابحث عن التوازن في حياتك.

7- مرّن فكرك على توقعّات ايجابية للمستقبل:

ممارستك للتفاؤل والتوقعّات الايجابية من اهمّ الطرق التي بامكانك استخدامها لتصبح شخصاً ايجابياً ولضمان نتائج ايجابيّة و افضل في حياتك بشكل عام.

توقعّاتك قد تصبح نبؤات تتحقّق ذاتيّاً. مهما كان ما تتوقعّه, مع الثقة, سيأتي اليك.

وبما انك بامكانك التحكّم في توقعّاتك, فيجب عليك دائما ان تتوقعّ الافضل. توقعّ النجاح والشهرة وتحقيق الاهداف وصناعة حياة رائعة. عندما تستمر في توقعّ الاشياء الايجابيّة وتتسلّح بالصبر و الٱمل، فستكون قد مهّدت الطريق لتحيا حياة رائعة مليئة بالنجاحات.