أسرار

هل البعد يقتل العلاقة؟

لا أحد يجهل العذاب الكبير الذي يعانيه الحبيبان في حال ابتعادهما عن بعضهما البعض بسبب المسافات، خصوصاً المرأة كونها كائن عاطفي بالفطرةً، و لا يمكنها الإستغناء عن الحميميّة! ولكن القليلون يدركون ان هناك ايجابيّات خفيّة تنتج عن العلاقات العاطفية التي تحكمها المسافات:
matchmallows-chocolate
١-  التروّي في القرارات:
بسبب المسافات الفاصلة، يضطر الثنائي غالباً الى التروّي إن كان من حيث تطوّر العواطف والمشاعر لكلّ فرد تجاه الآخر، أو من جهة اتّخاذ القرارات خصوصاً المصيرية منها كالخطوبة والزواج، والتي غالباً ما يُعميها الحبّ الكبير والانبهار بالآخر، فيكون القرار المتّخذ في حالة الشغف يغلب عليه التسرّع و التهوّر، و سرعان ما يصطدم بالواقع ويحتّم العودة الى الوراء!
٢- الاشتياق:
 يقال ان جذوة الحبّ لا يغذّيها سوى نار الإشتياق! فالشوق للآخر و ان بدا مؤلماً هو حسنة وليس أبداً مأسويّاً، لأنّ علاقات كثيرة وعلى رغم ارتكازها الى الاحترام المتبادل و مشاعر الألفة، تفتقد الى تلك اللهفة التي يتميّز بها العاشقون، ويفقد اللقاء غالباً سحره و حرارته! لذلك في حالة العلاقات التي تفصلها المسافات، يبقى الاشتياق مشتعلاً بين الاثنين وتبقى فكرة اللقاء الحلم الأكبر الذي يخاف خسارته الطرفان ولا يصبح أبداً واجباً أو حدثاً عابراً، بل يبقى دائماً الحلم الساحر الذي يشتاق الى تحقيقه الحبيبان!
٣- المساحة الخاصّة:
 ان الذوبان في الآخر وفي العلاقة بشكل عام يعتبر خطوة ناقصة تقطع على المشوار العاطفي زخم تقدّمه، لأنّ سرعان ما سيشعر كلّ طرف بالاختناق وبحاجة ملحّة الى المساحة الخاصّة! من أهمّ ما تؤمنّه العلاقات المحكومة بالمسافات، العالم الخاص من المعارف والتطلعّات والهوايات الذي يحتاج اليه كلّ من الطرفين لتجديد ذهنه و فرديتّه، والذي يشكّل الملاذ الآمن الضروري لإعادة تزخيم و اضرام العلاقة العاطفيّة!
٤- التجدّد:
حين يكون حبيبك بقربك ستعرفين كلّ أخباره وذلك من ابسط البديهيّات، كما ستكونين على اطّلاع كامل على كل ما يجري في حياته!  وهنا مكمن الخطورة، اذ قد يتسلّل الروتين الى العلاقة ويتحكّّم بها، ولكن بفضل البعد سيكون لدى الطرفين الفضول الدائم لمعرفة ماذا يجري في حياة الطرف الآخر! و هذا الفضول ضروري لتجديد مشاعر الشغف و اضرام شعلة الرومنسيّة عندما تبدأ الأحاسيس بالفتور!
٥- تصوّر المستقبل:
عندما تكون العلاقة ذائبة كليّاً في اللحظة الحاضرة، لا يتطلّع ايّ من الحبيبين الى آفاق المستقبل البعيدة! لكن عندما تفصل بينهما المسافات،ستحتلّ فكرة “الغد” المساحة الأكبر من تفكيرهما! سيبدأ كلّ منهما برسم المشاريع التي يخطّطان لها، و تصوّر الأحلام التي يتمنّى تحقيقها مع الآخر، و حتى التفكير في العقبات التي يجب تذليلها لتطوير العلاقة، وهذا أمر بغاية الايجابيّة لأنّ غالباً ما يعاني الثنائي من مشكلة انسداد الأفق امامهما! ان الفكر يحتاج الى مسافة تأمليّة بين الحين و الآخر لرؤية الخلفيّة غير المنظورة للواقع الحاضر، و هذه الرؤية المستقبليّة ضروريّة لتخطّي الركود الفكري و الروتين العاطفي، و الإنطلاق نفسيّاً الى مرحلة متطوّرة من العلاقة

الفئات الحياة الجنسية والعاطفية

التعليقات