أعلن خبراء من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن ارتفاع منسوب المحيطات بدأ يتخطّى المستويات الآمنة، وأن البشرّية ستواجه سيناريو الطوفان المدمّر في وقت أقرب مما كان متوقعّاً!

ويقول ستيفن نيريم من جامعة كولورادو، إن ارتفاع منسوب ثلث المحيطات مرتبط بازدياد حجم الماء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المستمر منذ عقود، والثلثين الآخرين نتيجة ذوبان الجليد والثلوج!

وبيّنت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية أن منسوب المحيطات يرتفع حاليا بمقدار ١،٩مم سنويا كمعدّل عام، في حين كانت لجنة الأمم المتحدة الخاصّة بدراسة التغيّرات المناخية قد أعلنت عام ٢٠١٢ أن منسوب المحيطات يرتفع سنويا بمقدار ٣،٢ مم، نتيجةً  للذوبان السريع لجبال الجليد(icebergs) في القطبين الشمالي و الجنوبي!

أما علماء الجليد “Glaciology” فيفترضون أن ارتفاع درجات الحرارة في العالم، الناتج عن ظاهرة الدفيئة المتزايدة منذ عقدين، لا يأخذ بالاعتبار التفاصيل التي يمكن أن تسبّب سرعة ارتفاع منسوب المحيطات بهذه الوتيرة المتصاعدة!

يقول العالم إيريك رينو من جامعة كاليفورنيا، إن هذه الحسابات تأخذ بالاعتبار ارتفاع الحرارة على سطح الجليد فقط وليس سرعة الذوبان الناتجة عن سقوط كتل جليدية كبيرة في المياه. فمثلاً انفصلت كتلة جليدية ضخمة مساحتها ١٢ كيلومترا مربعاً من جليد Jakobshavn في غرينلاند.

وحسب قوله لو سقط هذا الجليد بكامله في المحيط، فإنه يكفي لرفع مستوى المياه في المحيط مقدار نصف متر!

و يخشى الخبراء، ان استمرّ سقوط الكتل الجليديّة الضخمة في المحيطات، بسبب الإرتفاع المفاجئ في درجات الحرارة، ان يتواصل الإرتفاع في مستوى المياه المحيطيّة، ممّا ينذر بخطر فيضانات قاريّة، مصحوبة بتيّارات مائيّة قويّة قد تسببّ موجات من التسونامي في العديد من البلدان ذات الحدود الساحليّة او المكوّنة من ارخبيلات! لكن الخطر الكارثي الأكبر الذي يخشاه العلماء، و الذي قد يذكّر بفرضيّات الخيال العلمي الهوليودي، فهو تقاطع هذه الفيضانات القاريّة في امكنة متعدّدة من العالمCrossflooding لتشكيل ظاهرة طوفان شامل قد يجتاح ثلثي الكرّة الأرضيّة!

بعد طوفان نوح الذي اغرق العالم القديم، هل نشهد طوفاناً جديداً يعيد السلالات الحيّة- والبشريّة! – الى نقطة الصفر؟؟