أسرار

هل يسيطر عليك الرهاب؟

هل يسيطر عليك الرهاب؟

الرهاب هو مرض العصر: كلّما تقدّمت التكنولوجيا، كلّما ازداد الضغط العصبي الناتج عن التعقيدات و المشاكل اليوميّة التي يتعرّض لها الإنسان المعاصر، و كلّما تعدّدت مصادر الخوف و الترقّب و القلق غير المبرّر من أخطار حقيقيّة و وهميّة على حدٍّ سواء! و قد يكون الرهاب الوسواسي المرض العصابي الأكثر انتشاراً لأنّه مرتبط بنمط الحياة المعاصر، الذي يزداد تعقيداً كلّ يوم و يجعل الدماغ في حالة ترقّب و ارهاق متواصل، ممّا يفسح المجال امام الوساوس و الهواجس القسريّة لتغزو المخيّلة و تزرع مشاعر القلق و التوتّر و الخشيّة من حدوث مكروهٍ ما او مصيبة غير متوقّعة، او ربـما أزمة صحيّة خطيرة!
قد تكون مقيّداَ بأفكار سوداويّة تجعلك محبطاً او مرعوباً دون مبرّر عقلاني، او متخوّفاً من امور غير مرئيّة لا تستند على ايّ دليل حسّي أو تحليل منطقيّ!
ان كنت تعاني من الرهاب، و هو يشمل كلّ انواع الخوف الحادّ غير المبرّر واقعيّاَ او عقليّاً، فأعلم ان ملايين من الأشخاص من جميع المستويات الإجتماعيّة و الثقافيّة يشاركونك هذا المرض العصابي، الذي يشلّ الفكر و يأسر الإرادة في أغلال الخوف و التردّد و الإحجام عن تحقيق أي هدف من الأهداف التي يضعونها لحياتهم!
قد تلجأ لإختصاصييـن نفسيّين، او تتناول العقاقير المهدّئة و المخفّـفة لأعراض القلق، و قد تنفق اموالك في جلسات المعالجة النفسيـة، ثم تكتشف ان مصدر خوفك مزروع في أعماق فكرك اللاواعي، و عبثاً تحاول محاربته بالأدويّة و الجلسات العلاجيّة، لأنّه سيعود عاجلاً ام آجلاً ينغّص عليك حياتك و يبقيك مشلول التفكير و الإرادة، عاجزاً عن المضي الى الأمام في رحلة تحقيق أحلامك و تطلّعاتك!
لا يمكنك ان تهزم لاوعيك بالعقاقير و المهدّئات! وحده وعيك لمشكلتك و فهمك لجذورها هما السبيل الوحيد لمحاربة ما لا تراه بالأسلحة الواقعيّة التي يراها عقلك و يستخدمها بحكمة!
ولمواصلة تقدمّك عليك ازالة هذا الخوف من حياتك لتخوض بداية جديدة مع المغامرة.
قد يكون الخوف مفيدا لتبقى على قيد الحياة عندما تهدّدك أخطار واقعيّة يمكنك تقييمها! لكن في أحيان عديدة, يكون الخوف الهاجسي مجرد عقبة كبيرة في طريقك تمنعك من تحقيق الكثير مما تحلم به…
هناك طرق عديدة تساعدك للتغلب على الخوف الرهابي:
mm
1. تعرف أكثر على مخاوفك
من السهل أن ننكر مخاوفنا, أو نتجاهلها في مجتمع يؤمن بأهمية أن تكون قويا وشجاعا.. لكن ليس من الممكن أن تأتي الشجاعة قبل أن تواجه مخاوفك أولا.
قد تظن أن التعرف على مخاوفك قد يكون مخيفا أكثر وسيجعلها حقيقة. مما يجعلك ترفض اطلاقها.. الحقيقة هي أن أفضل وسيلة للتخلص من مخاوفك هي التعرف عليها واطلاقها.. حينما تفعل ذلك فأنت فقط تنقل مخاوفك من عقلك اللاواعي الى عقلك الواعي… حيث سيمكنك التخلص منها بسهولة أكبر…
2. واجه مخاوفك:
“أنت تكتسب القوة والشجاعة والثقة من كل تجربة واجهت فيها الخوف. بامكانك أن تقول لنفسك: “لقد مررت بهذا من قبل. بامكاني التغلب على هذا والمرور منه”.. فيجب أن تفعل الشئ الذي تخشى  فعله”. “اليانور روزفلت”
في كل مرة تواجه فيها الخوف تكتسب الثلاث صفات الهامة التي ذكرتها اليانور روزفلت (القوة, الشجاعة, الثقة). وكل ماهو قادم سوف يصبح أسهل للمواجهة.
وكلما تعاملت مع مخاوف عظيمة كلما ازدادت ثقتك بنفسك وقلت حجم المخاوف بداخلك مقارنة بما مررت به.
3. توقف عن تخيّل الأسوأ:
بعضنا يتخيل حدوث الأسوأ ليهيأ نفسه لحدوثه , الحقيقة أن عن طريق تخيّل الأسوأ فأنت تعمّق بداخل ذهنك فكرة الخوف, فلذلك بينما أنت تحاول تجنّب خوفك , أنت في الحقيقة تقوم بثبيت هذه المخاوف بداخلك أكثر!
حاول ألا تفكر كثيرا فيما تخاف منه… فليس باستطاعتك معرفة الغيب…وأكد لنفسك أن ماتخاف منه ليس بالحجم الذي تتخيله.
4. ضع مخاوفك في حجمها الحقيقي:
بالتأكيد شعرت في مرات عديدة أن ماظننته يوما خوفاً كبير لم يكن يستحق كل هذا الخوف على الاطلاق. كل الأشياء مرتبطة ببعضها. فحجم كل مشكلة أو خوف أوتجربة يكون كبيراً أو صغيرا اعتماداً على ماتمّ مقارنته به.
عادة مانبني وحوشًا مخيفة بداخل رؤوسنا لاوجود لها على أرض الواقع.
5. كفّ عن مقاومة مخاوفك:
حينما تقاوم مخاوفك – تكرهها بشدة وتسعى جاهدا للتخلص منها بتسرعّ –  فستكون سيطرتها كاملة عليك. وقد تفني حياتك…
ولتنفيذ ذلك .. عليك فقط أن تأخذ القرار بالاستسلام. لا تشعر بتأنيب الضمير ولا تحاول منع نفسك من الشعور بالخوف…بل عليك أن تسترخي وأن تقنع نفسك أنه احساس طبيعي ولا بأس به… ثم تتركه يتسرب خارجك بهدوء.
تعامل معه فقط كشعور طبيعي سيأخذ وقته ويرحل…ولا تترك له الفرصة ليسيطر عليك ويتحكم في تصرفا
6. لا تتعلّق ببرّ الأمان الوهمي:
لا تجلس مكتوف اليدين مقيّداً بالخوف… ولا تظن أنك بالبقاء في مكانك قد أصبحت بمأمن من الخوف.  فكما تقول هيلين كيلر “: تجنّب الخطر ليس أكثر أمانا على المدى البعيد من التعرّض له.. فالمخاوف ستلاحقك في جميع الحالات.”

فلذلك عليك أن تتحلّى بالشجاعة وأن يكون لديك استعداد للمخاطرة, فبقائك حيثما أنت ليس أقل خطراً من كسر قيود الخوف والقيام بما تتمنى فعله.

الفئات الحياة الشخصية والعائلية

التعليقات