أسرار

هل تجذبك رائحة حبيبتك؟ انّك تحت تأثير الفيرومون

منذ اكتشاف الفيرومون عام ١٩٥٩، تواصلت الأبحاث عن الجاذبيّة الجنسيّة التي يرسلها الفيرومون عبر الرائحة الذكريّة و الأنثوية! في الواقع، يعتقد العلماء ان الروائح التي تفرزها الغدد الموجودة تحت الأبط ترسل العديد من الإشارات الجنسية، من خلال افرازات كيميائية تسمّى الفيرومون! ان البشر و سائر الحيوانات تمتلك جهازاً عصبيّاً يمكنه رصد و تمييز الآلاف من الروائح الكيميائية المختلفة. و هذه الروائح، النابعة من إفرازات جسدية متنوّعة، من زيوت و عرق، قادرة على إنشاء تواصل كيميائي صامت بين اجناس مختلفة!

 

لكن الفيرومون الذي يتحكّم بالرغبة الجنسية هو مجموعة من المواد التي ترسل إشارات بين افراد من الجنسين ينتميان لسلالة واحدة!
و قد بيّنت الأبحاث عند الثدييات، ان تلك الإشارات تؤدّي الى ردّات فعل سلوكيّة مباشرة من الجنس المتلّقي!

 

خلال العقود الخمسة الماضية، تمكّن العلماء من ايجاد اثباتات علمية على تأثير بعض الروائح التي تحتوي الفيرومون على السلوك الجنسي لدى الجنس الآخر! و قد وجدوا بالتحديد ان العرق البشري و مجموعة من الإفرازات قد تؤثّر على الجهوزيّة التناسلية عند الجنس الآخر! و قد اكتشف باحثون من جامعة فلوريدا ان رائحة نساء في فترة الحيض قد تسبّب ارتفاعاً في مستوى افراز التستوستيرون عند الرجال المعرّضين لتلك الرائحة!
لكن الإستجابة الجنسية لتلك الروائح عند الذكر و الأنثى بدأت تتأثّر بالتطوّر الفكري و الجيني عند الإنسان المعاصر، ممّا دفع العلماء الى تحديد نوع جديد من الناقلات الكيميائيّة، معروفة بالفيرومون المعدّل، الذي يؤثّر على المزاج او الحالة الفكريّة للفرد المتلقّي! و هناك مجموعة من هذه الفيرومونات التي قد تلعب دور الإشارة المنبّهة للجهاز العصبي، الذي بدوره يحفّز الغدد المختلفة لدى الفرد المتلقّي، ممّا يفسّر الإثارة الجنسيّة او مشاعر الحميمية او النفور او التوتّر عند الجنس الآخر!

 

matchmallows-chocolate
لكن التفسيرات التي تتناول تأثير الفيرومون تقترح وجود بصمة شخصيّة تجذب الفرد المتلّقي: اي ان الطفل الذي ينجذب الى حضن امّه، تجذبه رائحة غدد الإرضاع الشخصية التي يتعرّف اليها دماغ الطفل كأنّها بصمة تعتمد على حاسة الشمّ! و تعمل الفيرومونات الجنسيّة بالطريقة عينها عندما تثير الرجل او المرأة رائحة الشريك العاطفي، فتستجيب الغدد الجنسيّة و تبدأ بإفراز الهورمونات المناسبة التي تحضّر للتزاوج!

 

وقد اجريت اختبارات على مجموعة من النساء في فترة الإباضة، تعرضّن للإحتكاك المباشر مع نوعين من الرجال:
١- مجموعة تضع عطراً مكوّناً من هورمونات ذكرية، ابرزها التستوستيرون
٢- مجموعة تضع عطراً مكوّناً من أعشاب و توابل مختلفة تعطي رائحة جذّابة و رجوليّة.
و بعد اختلاط النساء بالمجموعتين في عمل مشترك، أبدين انجذاباً واضحاً للمجموعة الأولى التي تضع عطراً مكوّناً من الفيرومون الذكري، و بعضهنّ لم يخجلن من الإعتراف برغبة جنسيّة قويّة لممارسة الجنس مع بعض افراد هذه المجموعة!
اخيراً، يبدو ان الجاذبيّة الجنسيّة بين الجنسين تتخطّى الشكل، و الثقافة، و حتى الأطباع، لتتركّز على حاسّة الشمّ و تتأثّر بالفيرومون الذكري و الأنثوي الذي تتعرّف اليه الجينات و ترسل من خلاله اشارات للغدد التناسليّة، تمهيداً للتزاوج!

الفئات الحياة الجنسية والعاطفية

التعليقات