أسرار

هل يمكن قياس وزن النفس البشرية؟

قد تبدو فكرة قياس وزن النفس البشرية ضرباً من الخيال، لكن الفيزيائي الاميركي “ماكدوغال” استطاع ان يبيّن علميّاً من خلال اختبار فريد من نوعه اجراه في ولاية “ماساشوستس” الاميركية ان النفس البشرية لديها ثقل و بالتالي يمكن قياس هذا وزنها بدقّة!
اجرى “ماكدوغال” اختباره على مجموعة مؤلفة من ستة مرضى يحتضرون، وضعوا على موازين بالغة الدقّة قبيل موتهم بلحظات! و كان يهدف الاختبار الى قياس وزن اجساد هؤلاء قبل و بعد لحظة الموت مباشرةً لتحديد ايّ فروقات قد تظهر من خلال هذه الموازين! و قد تمّ اختيار هؤلاء تبعاً لحالتهم المرضيّة الخطيرة، ايّ لإقتراب ساعة موتهم المؤكّد! و كانت المفاجأة المذهلة التي صدمت الفريق الطبّي الذي يقوده “ماكدوغال”:
سجلّت الموازين في لحظة الموت فقدان جسم الميّت لما يقارب ثلاثة ارباع الاونصة من وزنه الاصليّ، ايّ تحديداً ٢١ غراماً في جميع حالات الوفاة التي تمّ اختبارها!

 

و كان تقرير البروفسور “ماكدوغال” مذهلاً:
” في اللحظة ذاتها التي حصل فيها الموت الدماغي، سجّل الميزان فوراً خسارةً مفاجئة في وزن الجسد، كما لو ان شيئاً قد تمّ سحبه فجأةً من الجسد!”
و لغاية الدقّة العلميّة و الموضوعيّة في الاختبار، تمّ دراسة المتغيّرات البيولوجيّة التي قد تبرّر هذه الخسارة المفاجئة في الوزن، بدءاً من كميّة الهواء في الرئتين و انتهاءً بالسوائل الجسديّة! لكن هذه العوامل البيولوجيّة لم تعطي تبريراً علميّاً يفسّر فقدان حوالي الاونصة من وزن الجسد إبّان لحظة الموت!
و جاءت خلاصة الاختبار الذي شارك فيه خمسة علماء احياء، اضافةً الى البروفسور “ماكدوغال”، ان متوسّط خسارة الوزن في كلّ حالة وفاة تعادل ثلاثة ارباع الاونصة، ممّا يشير الى ان النفس البشريّة تزن ٢١ غراماً!
و قد اجري هذا الاختبار عينه على مجموعة من الكلاب، و هنا كانت المفاجأة الصاعقة التي اذهلت العلماء:
لمّ تسجّل الموازين ايّ خسارة في الوزن في لحظة الموت! و كان الاستنتاج الذي لا مفرّ منه: ان البشر وحدهم، دون سائر الاجناس الحيّوانيّة، يملكون نفوساً حيّة يمكن قياسها!
و قد توالت الاختبارات المشابهة على مجموعات مختلفة من الفئران و الارانب، اجراها علماء و اطّباء في مختبرات علميّة تتميّز بموضوعيّتها و رصانة ابحاثها، فجاءت النتائج مماثلة للاختبار الاوّل: لمّ يسجّل ايّ تغيير في وزن الفئران عند لحظة موتها!

 

و بالرغم من ان هذا الاختبار قد يبدو لاأخلاقيّاً في عصرنا الحديث، الاّ انّه فجّر موجةً واسعة من النقد، و اثار حفيظة رجال الدين اللذين استاؤوا من استخدام منهجيّة القياس الماديّ لإثبات وجود النفس البشريّة و تحديد وزنها، علماً ان المعطى الديني ينفي ايّ تشابه بين طبيعة النفس الهيوليّة و طبيعة الجسد الماديّة القابلة للقياس!
و بالرغم من الجدليّة المستمرّة التي تتناول طبيعة النفس البشريّة و ارتباطها بخصائص الجسد الفيزيائيّة، لا يسعنا الاّ ان نطرح تساؤلاً حول انعكاسات هذا الاختبار على النظرة الايمانيّة التي قد نرى فيها بصمة الخالق في اجسادنا التي تحرّكها نفسٌ حيّة لا صلة لها بالمادّة البيولوجيّة الزائلة:
هل نحن مجرّد انظمة حيوية تتفكّك في لحظة الموت؟ ام ان وجودنا ينبع من كائن ابديّ الوجود نفخ في اجسادنا نفساً حيّة عاقلة سيستردّها بعد موت الجسد؟

 

matchmallows-chocolate

الفئات طرائف وغرائب

التعليقات