الطهي هو جزء اساسي من الحياة، على الأقلّ قبل اجتياح عصر السرعة ” الرقميّة”! و اعتماد الإنسان البدائي على طهي الأطعمة الحيوانيّة قد يفسّر تطوّر البشريّة الى الإنسان العاقل، ذي الدماغ الأثقل و الأسنان الأصغر! و عندما تتواجد المواد الغذائيّة بوفرة، يصبح النمو و التطوّر امراَ ممكناَ. لكن المشكلة بدأت عندما ازدادت الوفرة في المواد الغذائيّة الى حدّ اصبحت السبب الرئيسي لمشكلة السمنة! ومع ان الإنسان العصري لا يزال يطهو طعامه، الأ انه بات يعتمد على الطهاة و في كثير من الأحيان على الأطعمة الجاهزة! و مع تضاؤل معرفته للعناصر الغذائيّة التي يحتاجها جسمه، اصبح وقت تحضير الطعام مخصّصاً لجهاز التلفزيون او الكومبيوتر!

ان فترة تحضير الطعام لمشاركته مع الآخرين تخلق جوّاً حميماً و معرفةً لمكوّنات الطعام لا يمكن ان تكتسبها من خلال الأطعمة الجاهزة! و حين تكون اللحوم و الخضار الطازجة محضّرة في المنزل، يمكنك ان ترى بوضوح المكوّنات الغذائيّة التي تدخل الى معدتك، و تجعلك تقدّر القيمة الغذائيـة لهذه المكوّنات! و من الشائع ان تناول الطعام في الخارج يترافق مع كميّة اكبر من السعرات الحراريّة و كميّة اقلّ من المكوّنات الغذائيّة، مثل الفيتامينات و الألياف و المعادن الأساسيـة! و هنا يمكننا فهم و تفسير الأنماط السلوكيّة و العادات الغذائيّة المسؤولة عن مشاكل السمنة لدى المراهقين كما الكبار، اللذين يعتمدون بشكل اساسي على المأكولات الجاهزة، فيعانون من السمنة و نتائجها الصحيّة الخطيرة!

ان تحضير الطعام في المنزل لا يساعدك فقط على المحافظة على وزن مثالي، لكنّه اساسي لصحّتك و صحّة عائلتك على المدى الطويل! ربما من الصعوبة تخصيص وقت يومي لطهي الطعام، او قد لا تكون ملمّاَ بطرق تحضير معظم الأطباق! لكن من المهّم ان تبدأ ببعض الخطوات الصغيرة:

١- قم بغسل و تقطيع، او تحضير الفاكهة و الخضار الطازجة مباشرةً بعد شرائها من متجر البقالة. لا وقت لديك؟ اشتري الخضار مقطّعة و محضّرة مسبقاً ان كنت مستعدّاً لدفع المزيد من النقود!

٢- احرص دوماً ان تطهو لشخص او شخصين اكثر ممّا تحتاج، ثم وضّب الحصص المتبقّية و احفظها في الثلّاجة لتستمتع بها لاحقاَ! حضّر وجبة كاملة او حصّة اضافيّة من اطباقك المفضّلة، مثل الرز، الدجاج او السمك.

٣- اشتري خضاراً معلّبة كالفاصوليا او البازيللا التي تطول فترة صلاحيّتها، ما دمت لا تقوم بفتحها! هكذا يمكنك الإنتظار حتّى تشعر بالرغبة في تذوّقها، دون ان تقلق بخصوص رمي بقايا الطعام في القمامة!

٤- اخيراَ، قللّ من استهلاك الأطعمة الجاهزة، لأن جميع الدراسات اثبتت ان الفترة الأمثل لإنتشار الجراثيم في اللحوم و الخضار المحضّرة في المطاعم السريعة، تنحصر تحديداً بين لحظة وضعها في الطبق و تقديمها للزبون:

– قد يكون المصدر جراثيم لا تموت الاّ بحرارة مرتفعة، مثل جرثومة السالمونيللا!

– قد يكون المصدر الطاهي نفسه، او النادل، او الشروط الصحيّة غير المتوّفرة!

– قد يكون الناقل حشرات ملوّثة، كالذباب الذي ينقل الوباء بسرعة الى طبق الطعام!