أسرار

أيّ عمر هو الأمثل لزواج يدوم مدى الحياة؟

قد تختلف النظريّات بخصوص العمر المناسب للزواج بين المجتمعات الشرقية و الغربية، لكن الإحصاءات الحديثة تؤكدّ ان الزواج المبكر جداً، اي قبل سن العشرين، ليس الخيار المثالي لتجنّب الطلاق، استناداً الى حالات الإنفصال و الطلاق الشائعة بكثرة في الزيجات المبكرة!
لكن الملفت انّ دراسة جديدة أجرتها جامعة “يوتاه” الأميركيّة خلصت الى نتائج معاكسة: لا يجب على الراغبين في الزواج الإنتظار طويلاً، لأن نسبة الطلاق تعود الى الإرتفاع مجددّاَ في بداية الثلاثينات، كما تؤكدّ صحيفة “سولت لايك”!
و تشير إحصاءات عالم الإجتماع “نيقولاس وولفينغر” ان معدّلات الطلاق تنخفض بوتيرة ثابتة بين سن العشرين و الثلاثين، مع أدنى نسبة إنفصال تسجّل بين السابعة و العشرين و التاسعة و العشرين، ثم تعود الى الإرتفاع مجدّداً ابتداءً من الثانية و الثلاثين!
mm
ثم، انطلاقاً من منتصف الثلاثينات، ترتفع نسبة الطلاق بمعدّل ٥٪ سنويّاً! ايّ ان اللذين يعقدون زواجهم في مقتبل العقد الثالث من العمر هم أكثر ميلاً للطلاق من اللذين يتزوّجون في آواخر عقدهم الثاني، كما تؤكدّ النتائج الإحصائيّة المنشورة في صحيفة الواشنطن بوست الأميركيّة! و هذه النتائج تنسف المعتقدات السائدة التي تعتبر ان فترة النضوج الجسدي و النفسي تبلغ ذروتها في العقد الثالث من العمر لدى الجنسين!
امّا تفسير هذه النتائج فيستند الى نظريّة القابليّة البسيكولوجيّة للإرتباط التي تنخفض بشكل ملموس لدى الأشخاص اللذين يتخطّون العقد الثالث او الرابع من العمر دون الإقدام على الزواج!
و تشير هذه النظريّة الى المفارقة التاليّة:” الزواج المبكر بركان من المشاعر قد تنطلق حممه سريعاً فلا يبقى الاّ رماد الشغف…في حين ان الزواج المتأخر هو الجمرة الأخيرة من ذكريات الشباب التّي لا تنفّك ان تنطفئ سريعاً متّى هبّت رياح الكهولة… ” لذلك فالعمر المناسب للإرتباط قد يكون محصوراً بين اواخر العقد الثاني( فترة الحب العميق) و اوائل العقد الثالث( فترة الإرتباط الرزين!)
اخيراً، لا بدّ من خلاصةٍ تفي الزواج حقّه، بعيداً عن نظريّات العلماء، و استنتاجات الجداول الإحصائيّة، وهي معطيات تتغيّر بحسب تغيّر المجتمعات و تغيّر الطباع…و الخلاصة الأقرب الى الطبيعة البشريّة ان الزواج ارتباط مقدّس، قوامه الحبّ و غايته العائلة، امّا دعائمه فليست جهود الشريكين و مدى امانتهما، بل أمانة اللّه و حكمته في تدبير و حماية الأسرة من عوامل التفككّ و الإنهيار…
و قد “كذب المحللّون و العلماء و المنظّرون…و لو أحياناً صدقوا…”

الفئات الحياة الجنسية والعاطفية

Tags:  

التعليقات