أسرار

هل انت مدمن على الإنترنت؟ إقرأ جيداً العواقب

يبدو أنَّ استعمال الانترنت بشكل مفرط أصبح يعتبر اضطراباً ونوعاً من الإدمان، فقد نشرت صحيفة “الدايلي تلغراف” دراسة أميركية اعتبرت من خلالها أنَّ الإنترنت أصبح واحداً من أسرع الإدمانات نمواً في العالم، لافتةً إلى بدء تداول كلمة “استخدام الانترنت الإشكالي”. ولفتت الدراسة إلى عوارض الإدمان على الإنترنت، منها:
matchmallows-chocolate
١- فقدان العامل الزمني:
يعيش المدمن على الإنترنت في عالم “افتراضي” لا يمّت الى العالم الواقعي بأيّة صلة، عقلانيّة أو شعوريّة! هذا الإنفصال عن الواقع بأبعاده الجغرافيّة و الزمنيّة يجعل المراهق منقطعاً عن اهتمامات و مسؤوليّات الواقع، و بالتالي عاجزاً عن مواجهة المشاكل و التحدّيات اليوميّة التي يصادفها! امّا لسان حاله فيقول:”ان كان التغيير ممكناً و متاحاً في العالم الإفتراضي، فلم أحاول تغيير الواقع الإجتماعي، الذي يبدو امراً عسيراً و صعب التحقيق؟ العالم الإفتراضي مريح و مرن، و يتطابق مع احلامي و تطلّّعاتي! اذاً ما حاجتي الى العامل الزمني، البعد الرابع الذي لا قدرة لي على التحكّم به عمليّاً؟”
٢- -سرعة الانفعال عند المقاطعة:
مثل سائر اشكال الإدمان، يرفع الإدمان على الإنترنت مستويات الناقلات العصبيّة التي تحفّز التوتّر و العدوانيّة، مثل الأدرينالين و الكورتيزول، و هذه الهورمونات تؤجّج الإنفعالات لدى المراهق عند تعرّضه للمقاطعة عن ألعاب الفيديو التي تستأثر بكل اهتمامه، و النتيجة عجز متزايد عن السيطرة على الإنفعالات، و في مقدّمها مشاعر الغضب و العدائيّة تجاه رموز السلطة الأبويّة!
٣-  العزلة عن الأسرة والأصدقاء:
ان كان العالم الواقعي يتضمّن انتماءات عائليّة و اجتماعيّة، فالعالم الإفتراضي له شخصيّاته، و هي شخصيّات عدوانيّة او متمرّدة، يتطابق معها المدمن على الإنترنت الى درجة التماهي، فينسى- او يفصل من الذاكرة الشعوريّة- افراد اسرته و معظم اصدقائه، بإستثناء اللذين ينتمون عمليّاً الى عالمه الإفتراضي!
٤- اضطرابات النوم والهلع عند انقطاع الانترنت:
من اخطر عوارض الإدمان المرضي، الإضطرابات في هورمونات السيروتونين و الأستيلكولين، و هما مسؤولان عن الإسترخاء و النعاس، ممّا يجعل المدمن على الإنترنت عاجزاً عن النوم! من جهة ثانية، تنتاب المراهق المدمن على الإنترنت نوبات هلع، شبيهة بتلك التي تصيب المدمن على المخدّرات، جرّاء الإنسحاب او الإنقطاع عن الإنترنت!
٥-  الشعور باهتزازات وهمّية لأن المصابين بهذه الحالة يتشّوقون لتلقي رسائل على هواتفهم النقّالة:
ان متلازمة الإهتزازات الوهميـّة مردّها اعتياد الدماغ على ترّقب الرسائل النصيّة على مواقع التواصل الإجتماعي، لذلك يتوهّم المدمن على هذه المواقع ان الهاتف او الصفحة الخاصّة على الموقع تستقبل رسالةً نصيّة!
من جهة ثانيّة، درس علماء من جامعة سوانزي البريطانية حالة ٥٠٠ شخص اعمارهم فوق ١٨سنة، بينهم ما لا يقل عن ١٥٠ شخصا يعانون من حالة الإدمان على الانترنت!
بيّنت نتائج الدراسة بعض الأمور المقلقة جدّا:
اولاً- الأشخاص المدمنون على الانترنت ترتفع امكانيّة اصابتهم بأمراض البرد والإنفلونزا بنسبة ٣٠٪  مقارنة بالآخرين اللذين يستخدمون الإنترنت بوتيرة معتدلة!
ثانيا – المدمنون يتميّزون بالقلق ويعانون من التوتر النفسي، عندما لا يتمكنون من الدخول الى الشبكة. ولكن عند تمكّن الشخص من الدخول الى الشبكة يشعر بالراحة، وهذا وفق رأي الخبراء يسبب تغيّرا واضحا في مستوى هورمون الكورتيزول في الجسم( و يعرف ايضاً بهورمون الضغط العصبي!) هذا الهرمون يحدّد بدرجة كبيرة حالة جهاز المناعة للجسم!
إضافةً لهذا، ان مدمني الانترنت نادرا ما يتصلون بصورة حيّة ويلتقون بأصدقائهم والناس الآخرين، وهذا يحميهم من خطر التقاط الأمراض الجرثوميّة من جانب، ولكن من جانب آخر يضعف لديهم جدا جهاز المناعة! كما انهم لا ينامون جيدا ويدخنون كثيرا ولا يمارسون الرياضة!
كل هذه العوامل تؤدي الى اضطرابات في عمل القلب، قد تسبّب الجلطة الدماغية أوالسكتة القلبية!
لذا، وضعت بعض الدول أفكاراً لعلاج إدمان الإنترنت، اختلفت بين بلد وآخر، وهي كالتالي:
– في الولايات المتحدة قرّروا أنَّ قضاء عطلة مع الأسرة مدَّة أسبوع بعيداً من كل أدوات التكنولوجيا يساهم في علاج المدمن على الإنترنت.
– في الصين، وجدوا أنَّ العلاج يكمن في انخراط هؤلاء الأفراد في معسكرات تدريب قاسية، حيث يقوم جنود سابقون بمراقبة المدمنين من خلال عملية إعادة تأهيل يخضعون فيها لفحوصات نفسية وتدريبات بدنية مكثفة لفترات قد تصل لستة أشهر.
– في كوريا الجنوبية وجدت الحكومة أنَّ أفضل علاج يكمن في الذهاب إلى المستشفى حيث تتدخل الحكومة بقوة وتقوم بتمويل نحو ١٠٠ مستشفى لعلاج هذ الإدمان الذي تتعدى نسبته ٩٠% ويعتبر مشكلة قوميّة.

الفئات الحياة الإجتماعية

التعليقات