ان إختبار السقوط في الحلم هو بمثابة راية حمراء يرفعها اللاوعي ليطلق إنذاراً ان أمراً ما في حياتك يسير في الاتجاه الخاطئ. و هذا مؤشر ان الوقت حان لتقويم الوضع حالاً … في  الواقع ان أحلام السقوط من مكان مرتفع تمثل نمطاً شائعاً من الأحلام اختبره معظم الحالمين في مرحلة ما من حياتهم! لكن اﻻمر المميز هو هذا الشعور الحقيقي المخيف بالسقوط لدقائق طويلة و الذي يملأ اللاوعي بحالة رعب طوال فترة السقوط. و هذا الخوف الفظيع قد يعبر عن نفسه بإرتفاع ضغط الدم وبتسارع نبضات القلب و حتى بتعرق الجسم في ثوب النوم. هذا النوع من اﻻختبار قد يدمر ليلة رقادك و يعكر مزاجك طوال النهار.

النظرية البسيكولوجية تفترض ان حلم السقوط من علو مرتفع قد يكون ردة فعل تعويضية عن حدث فيزيولوجي او نفسي معقد؛ اي ان تلاشي الأنا اثناء النوم يسمح بحالة موت تعويضي عن صدمة نفسية او صحية (كالفشل الكلوي مثلاً)  تشكل موتاً بطيئاً في حالة اليقظة. لكن المثير في حلم السقوط المرعب ان اشارات الحالم الحيوية من خفقات القلب،الى ضغط الدم،الى الرسائل العصبية، تبدأ بالتدني تدريجياً، مما يحضر الدماغ لتقبل فكرة السقوط المميت كنتيجة حتمية ﻻنخفاض الطاقة الحيوية. لكن غريزة الحياة المزروعة في جيناتنا الوراثية تجعلنا نستيقظ فجأةً قبيل اﻻرتطام بٱجزاء من الثانية، مما جعل بعض علماء النفس يفترضون اننا ان استسلمنا لحلم السقوط فإن دماغنا سيقبل فكرة الموت و بالتالي لن نستيقظ ثانيةً! و هذا التفسير المقلق قد يلقي الضوء على حالات الموت الغامضة اثناء النوم لأشخاص ﻻ يعانون من ازمات قلبية ٱو دماغية يمكنها ٱن تفسر موتهم المفاجئ!

ان كنت تختبر حلم السقوط المرعب مراراً اثناء النوم، ثم تستيقظ فجأةً في حالة ذعر و اضطراب، ربما عليك ان تتفحص الجوانب المقلقة في حياتك التي ﻻ قدرة لك على التحكم بها، و التي تشكل مدماكاً أساسياً في استقرارك النفسي و العاطفي! و عندما تتعرف على الحدث المثير للقلق الذي قد يكون وراء حلم السقوط المتكرر، فعليك ان تتعامل معه بحكمة و شجاعة كي يتقبل اللاوعي فكرة المواجهة بدلاً من اللجوء الى موت تعويضي لتجنب السقوط النفسي امام الحدث الصاعق.