أسرار

هل علاقتك مع شريكك مهدّدة بالانفصال؟

بعد اربعة عقود من الدراسات، تبيّن لمجموعة من الباحثين الاجتماعييّن ان هناك نمطاً واضحاً شائعاً لدى الازواج اللذين تصل علاقتهم الزوجيّة الى الانفصال! و قداكّد الباحث في الشؤون الزوجية “جون غوتمان” ان العامل الاقوى الذي ينذر بحالات الطلاق في الثنائي هو الازدراء بين الزوجين!
من ابرز سماته: النظر باستخفاف، التفكير السلبي، الاشمئزاز من الشريك…
و يخلص الباحث “غوتمان” ان هذا السلوك هو مدمّر للعلاقة الزوجية، و من الضروري استباق هذا السلوك و معالجته قبل فوات الآوان!
من الطبيعي ان تنزعج من شريكك او تختلف معه في امور معيّنة، لكن الوضع يصبح مؤذياً للعلاقة عندما تسمح لنفسك ببلوغ درجة من الازدراء و عدم مراعاة مشاعر الشريك! و يتابع الباحث: في كل علاقة حميمة، قد تنشأ صراعات، و سرعان ما ستبرز هذه الخلافات الى الواجهة في ايّ وقت! لكن ما يهدّد وحدة الثنائي هو طريقة التعامل مع هذه الخلافات! لذلك فالازواج اللذين لا يجيدون ادارة النقاشات بطريقة رصينة تراعي مشاعر الطرفين هم في الغالب مهدّدون بخطر الانفصال!

 

و يورد الاخصّائي مثلين شائعين، اولّهما صعوبة التكيّف مع الحماة، و الآخر وجود تباينات كبرى في الرغبات الجنسيّة: ان الازواج المعرّضون للانفصال تصيبهم نوبات غضب عنيفة و يميلون الى النقد اللاذع، الازدراء، قلّة الاحترام، و الموقف الدفاعي! و تكون النتيجة الفيزيولوجية افراز هورمونات التوتّر العصبي التي تجعل الشريك في موقع الهجوم المعاكس! و عند وصول الشريكين الى هذه الحالة النفسيّة المتشنّجة، من المستحيل ان يكون الحوار عقلانيّاً، و سرعان ما يفقد الطرفان روح الدعابة او الابداع!
لكن المفارقة في الخلافات الزوجيّة ان المشاجرات العنيفة قد تكون اقلّ خطراً على الثنائي من الفتور او الغضب المكبوت! “احياناً تفنى العلاقة من الجليد اكثر ممّا تحرقها النار!” و تكمن الخطورة في عزوف الطرفين عن ايّ محاولة جديّة للحوار و التفاهم! و حينئذٍ يعيشان كرفيقين في السكن اكثر منهما كزوجين يتشاركان المشاعر و الاهداف! يبدأ الانفصال الفعلي عندما يتسّع الشرخ بين مشاعر الفريقين و اهتماماتهما! و طالما هناك مناقشات حادّة بين الطرفين، لا خطر حقيقي في بلوغ نقطة الاستسلام و اللاعودة!
ان سلوك الازدراء له دلالات جسديّة واضحة:
١- تحريك العينين بتهكّم عند ابداء الشريك رأيه في موضوع معيّن!
٢- انقباضّ الشفة العليا بطريقة ساخرة للتعبير عن قلّة التقدير او التهكّم!
٣- تحويل النظر بسرعة عن الشريك تعبيراً عن الاشمئزاز او لإشعاره بالدونيّة و الاحتقار المبطّن!

 

في خلاصة هذا البحث، يجب التنبـّه الى مؤشّرات السلوك الازدرائي لدى الشريك لمنعها من تدمير العلاقة:
١- هل توقّعاتك من الطرف الآخر مثاليّة جدّاً فتجعلك تنسى انّ لديه شخصيّة مختلفة و آراء خاصّة و احتياجات محدّدة؟
٢- هل تنزعج من طرح مواضيع خلافية مع الشريك لأنّك لا تستطيع ان تتنازل، او تتكيّف، او تشعر بالهزيمة امامه؟
٣- هل انت عاجز عن الاستماع لآراء الشريك، و لا يمكنك الامتناع عن التذمّر، و الانتقاد اللاذع، و القاء اللوم عليه بشكلٍ كامل؟
ان اجبت ايجاباً على هذه التساؤلات، فالارجح انّك في لاوعيك تتجّه الى الانفصال عن شريكك، حتّى لو حاولت جاهداً ان تقنع نفسك بالعكس!

 

matchmallows-chocolate

الفئات الحياة الجنسية والعاطفية

التعليقات