أسرار

هل هاتفك الذكّي رفيقك الدائم؟ حذار من الإكتئاب

أظهرت دراسة حديثة ان طريقة استخدامك لهاتفك الذكّي قد تلقي الضوء على احتمال معاناتك من الإكتئاب! هذه الدراسة المصغّرة التي شملت ٢٠ امرأة و ٨ رجال بمتوسط اعمار يقارب الثلاثين، حللـت المعطيّات المسجّلة على هواتف هؤلاء الأشخاص بالإضافة الى الوقت الذي امضوه في استخدام الهاتف الذكّي و اماكن تواجدهم خلال المحادثات! و قد تمكّن الباحثون في كليّة الطب في شيكاغو من تتبّع اسبوعين من استخدام الهاتف الذكّي و رصد معطيّات الموقع الجغرافي للمستخدمين GPS لحوالي ٢٨ شخصاً مشاركاً في الإحصاء.
امـا خلاصة هذا البحث فقد اكدّت ان الأشخاص اللذين يمضون وقتاً قياسيًا على هواتفهم الذكّية هم أكثر تعرّضاً لمرض الإكتئاب، استناداً للمعالج النفسي ” دافيد مور” الذي يشرف على المركز الجامعي “لتقنيّات معالجة الأمراض السلوكيّة”! و على سبيل المثال فإن المصابين بأعراض الإكتئاب كانوا يستخدمون هواتفهم الذكّية بمعدل يفوق الساعة و النصف يوميّاَ بينما لم يتخطّى هذا المعدّل ١٧ دقيقة لدى الأشخاص الطبيعييّن، اللذين لا يعانون من الإكتئاب! امّا معطيّات تحديد المواقع الجغرافيّة للمستخدمين GPS فقد أظهرت ان الأشخاص المكتئبين يمضون معظم وقتهم في المنزل او في اماكن محدودة، قياسا الى الأشخاص الطبيعييّن اللذين لا يعانون من الإكتئاب!
mm
و في الإجمال، فقد نجحت دراسة معطيـّات الهواتف الذكّية في تشخيص حالات الإكتئاب المرضي الحادّ و المزمن لدى المستخدمين بنسبة ٨٧٪، بحسب واضعي هذه الدراسة، اللذين نشروا نتائجها في المجلّة الطبيّة الدوريّة على موقع فايسبوك. و قد اعلن المعالج النفسي “مور” انه اصبح ممكناً تشخيص مرض الإكتئاب و تحديد جديّة اعراضه فقط من خلال تحليل معطيّـات الهاتف الذكّي لدى المستخدم! و قد اكّد ان بعض أنماط المعطيّات المسجلّة  على هذه الهواتف تتوافق مع ازدياد أعراض مرض الإكتئاب لدى المستخدمين!الّا ان معالجين آخرين من المدرسة السلوكيّة التحليليّة يؤكدـون في المقابل ان هذه الدراسة تناولت بشكل كثيف النساء المتقدّمات في السنّ اللواتي هنّ اكثر تعرّضاَ لمرض الإكتئاب! و بالتالي فهم يعتقدون ان المحللّين يجب ان يقللّوا من الإعتماد على التكنولوجيا لتشخيص مرض الإكتئاب.
يبدو ان هذه الدراسة تتناغم مع اتّجاهات علميّة تحاول استخدام التقنيّات الحديثة لتشخيص و معالجة بعض الأمراض! لكن الكثير من المعترضين على موضوعيّة النتائج يشدّدون على ضرورة الإعتماد على مرونة السلوك البشري، بدلاَ من حصره في أنماط محدّدة سلفاً في عالم تتحكّم به المعلوماتيّة!

الفئات الصحة

التعليقات