قد تعتقد، مثل معظم الناس، ان تنظيف الدجاج النيء قبل طهيه يقيك من الامراض المنقولة في الاطعمة. في الواقع، العكس هو الصحيح.

عليك ان تفترض ان الدجاج النيء قد يحتوي جرثومة السالمونيللا او الكامبيلوباكتر، كما تؤكد الباحثة الغذائية جينيفر كينلان، و كلاهما يشكلان سببين رئيسيين للتسمم الغذائي. ان غسلت الدجاج النيء، ستنشر الجراثيم في كل ارجاء المطبخ. و حرارة الماء التي تستعملها ليست كافية لقتل البكتيريا. و قد عملت كينلان مع اخصائيي تغذية    لتكتشف ان تنظيف لحوم الدواجن بالماء ينطوي في الواقع على اضرار صحية لدى اقليات اجتماعية متنوعة ، مع ان احصاءات اكثر شمولا اكدت ان هذه العادة شائعة في سائر المجتمعات.

معظم الناس يتمسكون بعادة غسل لحوم الدواجن لاسباب متنوعة. بحسب الدراسة الاحصائية التي اجريت، البعض يعتقد ان الماء تنظف الجراثيم، و البعض الآخر يريد ان يزيل النتانة عن لحم الدجاج بواسطة الماء.

 في الواقع، ان غسل الدجاج يضاعف خطر انتشار الجراثيم الى كل المساحات المحيطة بمكان التنظيف من خلال عملية التهوئة و انسياب البكتيريا بواسطة الماء. لذلك ان تناول اشخاص طعاما محضرا على هذه المساحات، قد تصيبهم اعراض تسمم بواسطة عدوى الجراثيم المتنقلة، و ليس هناك اي داع لغسل الدجاج لأن طهيه بالحرارة المناسبة سيقتل البكتيريا. اما افضل وسيلة للقضاء على النتانة فهي مسح الدجاج بعناية بمنديل ورقي و رميه بعد استعماله.و تعتبر الباحثة الغذائية كينلان ان المشكلة الاساسية تكمن في ادراك الخطر الناجم عن غسل الدجاج! و هذه الخطوة اساسية لتغيير عادات غذائية استمرت لقرون في مجتمعات عديدة، لم يكن فيها علم الحيويات الجرثومية قد تطور بعد! لذلك أطلقت كينلان و زميلها هينلي حملة ” لا تغسل الدجاج” تتضمن صورا و فيديوهات تعرض اخطار غسل لحوم الدواجن بالماء و اساليب التنظيف الصحية التي ينبغي اعتمادها. و قد تم اختيار الاسلوب الكوميدي و التصويري لان هذه المشكلة شائعة في التربية الغذائية الشعبية للعديد من المجتمعات. و قد شاركت جامعة ولاية “نيو مكسيكو” في تطوير حملة التوعية و الارشاد من خلال كليبات دعائية تظهر افرادا يمتنعون عن غسل الدجاج بالماء بعد اطلاعهم على اخطار هذه العادة الغذائية الشائعة! كما تتضمن هذه الافلام وصفات و ارشادات لتحضير اطباق الدجاج بطريقة صحية.