أسرار

كيف تعلم انّك فعلاً بحاجة الى عطلة؟

ان الضغط المتواصل في العمل لا يؤدي فقط الى حالة الإرهاق المزمن، بل يسببّ مشاكل صحيّة متنوّعة، مثل آلام المعدة، اضطرابات النوم، اوجاع الرأس، و سواها من الأعراض الجسديّة المزمنة. لكن الإحصاءات الحديثة تظهر ان معظم الموظفّين اللذين يعانون من الإنهاك يتابعون ظروف عملهم الشاقّة، و لا يسارعون الى طلب ايّام عطلة كافيّة للراحة أو التقاط الأنفاس!
كيف تكتشف انّك على شفير الإنهيّار و انـك بحاجة ملّحة لطلب عطلة؟ كيف تقرأ علامات الإجهاد و تستجيب لحاجات عقلك و جسدك؟؟
ما هي علامات الإرهاق الناتج عن ظروف العمل، التي تستدعي الإنسحاب فوراً من حلبة المنافسة؟
mm
١– تبدو اصغر مشكلة بحجم الجبال:
ان التفكير الإيجابي بمشاكل العمل اليوميّة هو الإستراتيجيّة الأفضل لتخطّي الأزمات، لكنّه ليس ممكناَ ان كنت منهكاً او رازحاً تحت ثقل العمل! عليك ان تعيد شحن طاقاتك الفكريّة للسيطرة على زمام الأمور!
٢- تبدأ بإرتكاب الأخطاء الجسيمة:
من المعروف ان الإرهاق المزمن هو الأرضيـة الخصبة لإرتكاب الأخطاء، و هذا مؤشر انك بحاجة للتراجع قليلاً عن نمط العمل المرهق! و قد أظهرت الدراسات ان الأطباء او الصيادلة المعرّضين للإجهاد و الضغط المتواصل هم الأكثر عرضة لإرتكاب الأخطاء، و بعضها قد يكون مميتاً للمرضى!
ان كنت في خضّم مشروع طويل الأمد، و بدأت تفقد زمام السيطرة على الأمور، اعط لنفسك فرصة لإعادة شحن طاقاتك الفكريّة، و لا تخبر جميع زملائك انك ترتكب الأخطاء، لكن احرص ان تتخّذ الخطوات المناسبة لتتجنّب المزيد من الهفوات و لا تهدر طاقتك بالتحسّر و الإستعجال في انهاء الأمور قبل آوانها!
٣- تشعر انك تميل الى السخريّة و التهكّم:
فجأة،تشعر بالملل، لا شيء يثيرك، ولا تستطيع ان تفكّر بشكل ايجابي بالنسبة للشركة التي تعمل فيها! ان تحوّل الطباع المفاجئ من أقصى الجديّة الى اقصى السخريّة اشارة واضحة ان العقل قد بلغ حدود احتماله القصوى، و يلجأ الى السخريّة من الأمور للتعويض عن مشاعر الإحباط و الإنهاك و تحويل الضغط في العمل الى مصدر تسليّة و ترفيه!
٤- تنتابك الأوجاع المفاجئة:
تعاني بشكل مفاجئ من آلام الظهر و الرأس و تشعر ان عينيك منهكتين! هذه الأعراض هي نداء استغاثة يطلقه جسدك ليخبرك انك بحاجة الى يوم استراحة! و قد اكّدت دراسات جامعيـة ان أعباء العمل الثقيلة و الظروف السلبيّة التي تمنع الموظّفين من إنجاز مهامهم هي عوامل مرتبطة بمشاكل صحيّة ناتجة عن حالة الإنهاك المهني! و يؤكد الباحثون ان الدماغ الخاضع للضغط الفكري و العصبي يبدأ بإفراز هورمونات مسببّة للإلتهابات و تؤدي الى زيادة الإحساس بالألم!
٥- تصبح ليلة نوم مريحة حلماً مستحيلاً:
ان اضطرابات النوم هي مؤشر قوّي على حالة الإرهاق العصبي و الجسدي المزمن! و تشير الدراسات ان الأشخاص اللذين يقومون باعباء ثقيلة تفرض عليهم في العمل يجدون صعوبة بالغة في الإستغراق في النوم و تحديداَ في البقاء فترةً طويلة في مرحلة النوم العميق التعويضيّة،التي تعيد شحن الطاقة العصبيّة!
٦- لا يمكنك تذكرّ لماذا اخترت وظيفتك:
ان اسوأ ما يصيب سائق شاحنة مسرعة هو عدم معرفة الطريق الذي يسلكه او الوجهة التي يريد الوصول اليها! كذلك فإن بعض الأشخاص المرهقين الى اقصى الحدود لا يدركون الهدف الذي يعملون من اجله، و لا حتى السبب الذي جعلهم يختارون هذه الوظيفة منذ الأساس! هذه الحالة تعتبر اقصى مؤشرات الإنهاك العصبي، و ان كنت تختبرها فعليك ان تأخذ فترة طويلة من الراحة و الإبتعاد عن العمل، او مصدر الضغط في العمل، كما تحتاج ان تعيد تشكيل نمط تفكيرك او اتّباع انماط تفكير أكثر ايجابيّة!

اخيراً، لا تنسى ان الغاية الأساسيّة من العمل هي بناء الذات و استثمار طاقاتك لبلوغ حالة الإكتفاء المادي و النفسي. لكن هذه الغاية تصبح دون ادنى قيمة، ان كانت ذاتك محطـمة، و طاقاتك مستنفدة، و المال الذي تجنيه يذهب مباشرةً الى العقاقير المهدّئة( او المنشّطة!) او الى العيادات النفسيّة.

الفئات الحياة الشخصية والعائلية

التعليقات